في هدي السِّراج المنير في العام الجديد

 


مقال شهر مُحرم.


مُقدمة:

تُطوى الأيام، وتتعاقبُ الفصول في دأب هذه الحياةِ السريعة، وبقوةِ رياحها العاتية تسعى لإطفاء نورِ الإيمان، ورميكَ في غياهب الضلال.

الإنسان خُلق عابدًا مُجاهدًا، يحيا بإيمانه، ويموت بضلاله، وواجبٌ عليه التفكر، يرجو من مولاه الهِداية والاستقامة، سائلاً لنفسه الأمارةِ بالسوء الهدى والتشبث بسنةِ رسول الهدى ﷺ -فها نحن ذا في حُقبةِ الرغبةِ والهوى لا حُقبةِ العزم والعقل، والسُّنَّةُ مع الفرض طوبٌ يُثبّت قلبك في ظلِّ العواصف!-.


أما بعد:

قد استُهلَّ العامُ الهجري الجديد، ولستُ ممن يتبعُ التاريخ الميلادي، بل لديّ رغبةٌ دؤوبٌ في استمرارية استعمال التاريخ الهجري، بل وجعله شيئًا لا يتجزأ مني، فكيف لا، وهو تاريخُ هجرته ﷺ؟

وأرى التاريخ الهجري هو هويتنا التي لا أرى لنا تاريخًا من غيره!


مذُ ثلاثةِ أعوام، لم تُقبل السنة الهجرية الجديدة إلا وقد وضعتُ شيئًا من هديه ﷺ في عملي بدنياي تأسيًا بوصاياه، فالعادة –“وحاشا للعبادة أن تكون عادة”– بحاجةٍ لصبر واستمرارية. فهَدْيٌ واحد من هديه ﷺ لكل عام، يورثك خيرًا كثيرًا ما أحياك الله. أما النِّبراس في ذلك ومرجعيتي لاختيار سنة من سننه، فهي وصاياه لصحبهِ رضي الله عنهم، فقد كانوا لا يمكثون عن عبادة الله، ولا ينفكّون عن رسوله ﷺ بالسؤال والعِلم، وكان ﷺ كريمًا بوصاياه لهم:


“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي ﷺ بثلاث:

صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام”

[رواه البخاري ومسلم]


فهذه من وصاياه التي قالها لأبي هريرة وأبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-. والخيرُ خيراتٌ بقليل دائم، والضلال والهلاك أن لا تتخذ من أيامك زادًا لآخرتك، فأن تُمسك نفسك ماضيًا في كل عام بسُنةٍ –واحدة– تُثبتُ بها عتبة قلبك، وتروي بها مضغة جسدك، وتدفع بها غفلة عقلك في عامك الجديد؛ فإن كان مُخلصًا بها لله، باحثًا عن رضاه عز وجل، فقد نال بإذن الله حُسن العمل!


ختامًا:

أذكرُ قولًا للشيخ عامر بهجت:

“ينبغي للإنسان الحفاظ على السنن، فهي سور الواجبات في حربه مع الشيطان!”

فليست السنن زيادةً بالحسنات فقط، بل هي رمحٌ تواجهُ به شيطانك، وتقاتلُ به في معاركك مع هواك، والله يحب تِلك الخطوات الصادقة التي تسعى إليه، مهما تعرّجت!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

استهلال