مابين سُكناه ومسراه ﷺ

 


مابين سُكناه ومسراه ﷺ||مقال ربيع الأو

هل أصبحت حدود الإسلام في داخل أسوار المساجِد ودور العبادة؟

شاء الله في الثالث عشر من الشهر الماضي أن أزور مدينة رسول الله ﷺ وأن أقيم بها عدة أيام، ولستُ في صدد الحديث عن طيبِ طيبة فهي غنيةٌ عن التعريف، ومن زارها زارتهُ البهجة، وصاحبتهُ الطمأنينة، ورافقته اللذة وهذا حالُ كل من زارها في كل أرجاء الفصول مع اختلاف القلوب!.


دعوني أحدثكم عن يوم الجمعة بداخلِ الحرم النبوي:

اجتمع المُسلمون قبل ساعتين من الأذان الأول، كأنهم يعدون العِدة، اتخذوا الأماكن، ارتووا من ماء زمزم، كثفوا العِبادة وازدادوا من الطاعة، وأتموا الأوردة، ولكن في نفسِ المدة الزمنية ببقعةٍ مُباركةٍ وبمسرى الرسول ﷺ تبدأ المُضايقات، والإهانات، والاعتقالات، والمنع من إقامة الصلوات ودخول الأقصى، فأين المسلمون من ذلك؟

هل فقد الإسلام حمية أبناءه أم أن مكانة المسرى المُبارك عُتّمت حتى أعدمت في قلوب الأجيال!


لست بمقارنةٍ لمكانين عظيمين، يشد الرُّحال لهما، بل إنني في صدد مقارنةٍ بين حالتين!

ففي طيبة، تنير القلوب، وتُهدى النفوس، وتمضي الأرواح بكل سلاسةٍ وطمأنينة، وفي القدس تُغتال الحرية، وتؤسر الأرواح، وتمنع الأجساد، ويُنكل بالأحرار الأبرار.

يبقى هذا العدو يقضم من إسلامنا وفي أرضنا بادئاً بفلسطينَ الأبيةِ قضماتٍ نازيةً خارجةً عن الإنسانية في كل بقعة فلم يكتفِ بالقدس وتدنيس الأقصى  فوصل إلى الضفة وغزة وسيصل إلينا…إلينا جميعًا!

"هذا العدو بمثابة سرطانٍ فاشيٍ ينتشر في أرجاء الجسد حتى يُصبح جمعهُ خبيثًا ويعدمُ طيبهُ وصحته"

إن أقصانا ليس حجرًا أو سوراً بل هو عقيدة وقضية، أمانة في الأعناق ثقيلة، نصرته واجبة والدفاع عنه لازمة، إن هذا الإسلام هو نموذج للحياة بمختلف جهاتها لا يُكتفى بأن يكون بداخل أسوار دور العبادةُ، فالرسول ﷺ والخلفاء الراشدين وأصحابه لم يكتفوا بأسوار المساجد، بل كان إسلامهم فذًا لا ينقطع عن شيء في سائر حياتهم كان يصحبهم في نومهم وتجارتهم، نحن اليوم بحاجةٍ لفهمٍ كامل من سيرته ﷺ  ولمنهجية واقعية تُستقى من سنته، ولقلوبٍ واعدة، أننا نفتقد اليوم جيلاً واعيًا، وعزمًا صادِقًا في نصرة إخواننا.


أن النصر ثغور ولكُلٍ ثغره، والغفلة عن ذلك خذلان، والمضي به توفيق وفتح من الله.


ختامًا سأذكرُ لكم بعض الثغور للعامة وقد تفيد بعض طلاب العلم آملةً في أثر فعليّ:

١.ثغر التربية وتبيين قضية الأقصى ونبذ القومية التي تدعو للفرقة بين صفوف المسلمين.

٢.ثغر نشر العِلم وتعلمه من خلال الواقع والإعلام

٣.ثغر الدعاء والعبادة.

٤.ثغر الاقتصاد الاستغناء وإقامة تجارة تكفي الأمة.

٥.ثغر العمل الخيري والإغاثة


وآخر ثغر وهو البداية ، إن الأمة الإسلامية في كُل قاع لها فقدٌ وألم، فتِلك السودان لازالت جريحة ولا بواكيَ لها، وقد افتُعل بها وبنساءها الأحرار مالا يفعله إنسي، وعُتّم على آلامها دون مداوة، ولم يُغثها الأقربون، وبقيت في مجاعة فاقت العالم، إن العدو مهما اختلفت قوميته تبقى الأمة واحدة … انصر حقيقة أمتك ولو كان الساعون في كتمها كُثر ولا تخذل أخًا جمعتك معه العقيدة والدين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بطونٌ خاوية وأخوةٌ بالية.